والنفس التي أقسم بها، اسم الجنس، وتسويتها إكمال عقلها ونظرها، ولذلك ربط الكلام بقوله تعالى :﴿ فألهمها ﴾ الآية، فالفاء تعطي أن التسوية هي هذا الإلهام، ومعنى قوله تعالى :﴿ فجورها وتقواها ﴾ أي عرفها طرق ذلك وجعل لها قوة يصح معها اكتساب الفجور أو اكتساب التقوى، وجواب القسم في قوله ﴿ قد أفلح ﴾، التقدير : لقد أفلح، والفاعل ب " زكى " يحتمل أن يكون الله تعالى، وقاله ابن عباس وغيره كأنه قال : قد أفلحت الفرقة أو الطائفة التي زكاها الله تعالى، و﴿ من ﴾ : تقع على جمع وإفراد، ويحتمل أن يكون الفاعل ب " زكى " الإنسان، وعليه تقع ﴿ من ﴾ وقاله الحسن وغيره، كأنه قال :﴿ قد أفلح ﴾ من زكى نفسه أي اكتسب الزكاء الذي قد خلقه الله، و﴿ زكاها ﴾ معناه : طهرها ونماها بالخيرات، و﴿ دساها ﴾ معناه : أخفاها وحقرها أي وصغر قدرها بالمعاصي والبخل بما يجب، يقال دسا يدسو ودسّى بشد السين يدسي وأصله دسس، ومنه قول الشاعر :[ الطويل ]
ودسست عمراً في التراب فأصبحت... حلائله يبكين للفقد ضعفا


الصفحة التالية
Icon