ألا بكرَ النَّاعِى بِخيرَىْ بنى أسد * بعمرِو بن مسعودٍ، وبالسِّيِّدِ الصَّمَدْ
فإِنْ تَسَلُونى بالبيانِ فإِنَّه * أبو مَعْقِل لا حىَّ عنْه، ولاَ حَدَدْ
قال الفراء: أى لا يكفى عنه حيٌّ، أى لا يقال: حىَّ على فلان سواه، ولا حدد: أى لا يَحدُ عنه لا يحرم، وأنشدنى آخر فى التوحيد، وهو يلوم ابنين له:
يا أخبثَ الناسِ كل الناس قد علموا * لو تستطيعانِ كُنَّا مِثْل مِعْضاد
فوحَّد، ولم يقل: يا أخبثى، وكل صواب، ومن وحَّد فى الإثنين قال فى الأنثى أيضا: هى أشقى القوم، ومن ثنى قال: هى شُقْيا النسوة على فُعْلَى.
وأنشدنى المفضل الضبى:
غَبَقْتُك عُظْمَاها سَنَاماً أو انبرى * برزقك براق المتون أريب
﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ...﴾
نصبت الناقة على التحذير حذرهم إياها، وكل تحذير فهو نصب [/ا] ولو رفع على ضمير: هذه ناقة الله، فإِن العرب قد ترفعه، وفيه معنى التحذير، ألا ترى أن العرب تقول: هذا العدوُّ هذا العدوُّ فاهربوا، وفيه تحذير، وهذا الليلُ فارتحلوا، فلو قرأ قارىء بالرفع كان مصيباً
أنشدنى بعضهم:
إن قوماً منهم عميرٌ وأشباهُ * عُمَيْرٍ ومنهُم السَّفَّاحُ
لجديرون بالوفاءِ إذا قا * ل أَخو النجدة: السلاحُ السلاح
فرفع، وفيه الأمر بلباس السلاح.
﴿ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا...﴾.