راجع تفسير الآية الأولى من سورة القلم المارة فيما يتعلق بها.
وروى مسلم عن جابر بمعناه من طريق آخر هذا وقد أقسم اللّه تعالى في هذه الأشياء لعظم شرفها وجريان منافعها للخلق وما فيها لمصالحهم وجواب القسم "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ٩" أي فاز وسعد من طهّر نفسه وأصلحها من درن الذنوب ووسخ العيوب "وَقَدْ خابَ" خسر "مَنْ دَسَّاها ١٠" دنسها بالمعاصي وأفسدها بالكفر وأغواها بالملاهي فأهلكها وأتلفها، روى مسلم عن زيد بن أرقم قال كان رسول اللّه يقول اللهم أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم اني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا تستجاب
ثم طفق على شأنه يقص على بنيه شيئا من أخبار
الأمم الماضية ليعظ قومه ويحذرهم من مخالفته ويرغبهم بطاعته، فقال "كَذَّبَتْ ثَمُودُ" قوم صالح عليه السلام "بِطَغْواها ١١" عليه وتكذيبهم له بعد أن أظهر لهم الناقة التي طلبوها منه معجزة على صدقه "إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها ١٢" قام مسرعا لعقر الناقة أشقى قومه وهو قدار بن سالف، روى البخاري ومسلم عن عبد اللّه ابن أبى زمعة أنه سمع رسول اللّه يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال : انبعث لها رجل عزيز منيع في أهله مثل أبي زمعة ولفظ البخاري عارم أي شديد ممتنع (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ) صالح عليه السلام احذروا "ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها ١٣" لا تعقروها ولا تتعرضوا لها بسوء ولا لمائها في نوبتها ولا تقربوه.


الصفحة التالية
Icon