فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة


قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الشمس
" والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها " عندما أنظر إلى الشمس فى كبد السماء أحسبها تزيد قليلا عن شبر فى شبر! ثم أذكر أقوال العلماء أنها تكبر أرضنا " مليونا ونصف مليون مرة "، وأن المسافة التى تباعدنا عنها "١٥٠ مليون كيلومتر "، وأن الكواكب التى تتبعها تسعة كواكب من بينها أرضنا التى تحمل ستة مليارات من البشر وحدهم! وأن هذه الشمس وتوابعها تجرى بين شموس أخرى لا تحصى فى مجرة مديدة الآفاق، وأن هذه المجرات على كثرتها المذهلة تدور فى زاوية محدودة من الكون الفسيح الذى لا تعرف آماده ولا تدرك أبعاده! قلت وأنا مبهور ما أوسع الكون! واستتليت وأنا حائر: وما أوسع خالقه! وقرأت " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم" فى هذا الكوكب المحقور، يعيش بنو آدم الذين منحوا حرية الاختيار، فآمن من آمن وكفر من كفر. إن حملة العرش وسكان السماوات يستغفرون لهم " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا... ". " تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض " وسورة الشمس وأمثالها من قصار السور تتضمن معانى وجيزة وتوجيهات سريعة، ولكنها كافية شافية. ولذلك يكثر تكرارها فى الصلوات الخمس لتكون زادا روحيا نافعا. وقد أقسم الله سبع مرات فى صدر السورة على أن الفلاح لمن زكى نفسه والخيبة لمن تبع هواه وأخلد إلى الأرض وهل. يهلك الناس إلا بالإسفاف والغفلة؟ وقد فجرت ثمود وطغت، فماذا كانت عقباها؟ أمست هشيما تدوسه الأقدام.. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٢٢﴾


الصفحة التالية
Icon