ولما ذكر البناء ذكر المهاد فقال :﴿والأرض﴾ أي التي هي فراشكم بمنزلة محال تصرفاتكم بالعقل في المعاني المقصودة ﴿وما طحاها﴾ أي بسطها على وجه هي فيه محيطة بالحيوان كله ومحاط بها في مقعر الأفلاك، وهي مع كونها ممسكة بالقدرة كأنها طائحة في تيار بحارها، وهي موضع البعد والهلاك ومحل الجمع - كل هذا بما يشير إليه التعبير بهذا اللفظ إشارة إلى ما في سعي الإنسان من أمثال هذا، قال أهل البصائر : وليس في العالم الآفاقي شيء إلا وفي العالم النفساني نظيره، وانشدوا في ذلك :
دواؤك فيك وما تشعر...
وداؤك منك وتستنكر
وتحسب أنك جزء صغير...
وفيك انطوى العالم الأكبر


الصفحة التالية
Icon