وأما اللئام فإنهم يخفون أماكنهم عن الطالبين وثانيها :﴿خَابَ مَن دساها﴾ أي دس نفسه في جملة الصالحين وليس منهم وثالثها :﴿مَن دساها﴾ في المعاصي حتى انغمس فيها ورابعها :﴿مَن دساها﴾ من دس في نفسه الفجور، وذلك بسبب مواظبته عليها ومجالسته مع أهلها وخامسها : أن من أعرض عن الطاعات واشتغل بالمعاصي صار خاملاً متروكاً منسياً، فصار كالشيء المدسوس في الاختفاء والخمول.
وأما أصحابنا فقالوا : المعنى خابت وخسرت نفس أضلها الله تعالى وأغواها وأفجرها وأبطلها وأهلكها، هذه ألفاظهم في تفسير ﴿دساها﴾ قال الواحدي رحمه الله : فكأنه سبحانه أقسم بأشرف مخلوقاته على فلاح من طهره وخسار من خذله حتى لا يظن أحد أنه هو الذي يتولى تطهير نفسه أو إهلاكها بالمعصية من غير قدر متقدم وقضاء سابق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣١ صـ ١٧١ ـ ١٧٦﴾


الصفحة التالية
Icon