ونظرا إلي قلة كثافة الغلاف الغازي للقمر فقد أصبح عرضة للرجم المستمر بواسطة كل من النيازك والتيارات الترابية وموجات الطاقة التي تصاحب الانفجارات الشمسية، ولذلك أصبح سطح القمر مليئا بالحفر الدائرية العميقة والتي يصل قطر الواحدة منها الي خمسة كيلو مترات والناتجة عن اصطدام النيازك الضخمة بسطحه كان يظن قديما أنها فوهات براكين، ولكن ثبت بعد ذلك أنها نشأت بواسطة تكرار اصطدام النيازك بنفس النقاط علي سطح القمر مما أدي إلي تعميق بعضها إلي ما يقرب من عشرين كيلو مترا. ولا ينفي ذلك وجود فوهات بركانية علي سطح القمر يعتقد أن بعضها لايزال نشيطا نظرا لاكتشاف عدة نقاط ساخنة في بعض ما يعتقد بأنه فوهات بركانية علي سطح القمر.
منازل القمر
لوحظ من القدم أن القمر في دورته حول الأرض يتحرك في كل ليلة من ليالي الشهر القمري بين ثوابت من النجوم التي يسمي كل منها منزلا من منازل القمر، وعلي ذلك فإن عدد منازل القمر هو ٢٨ بعدد الليالي التي يري فيها القمر، ولما كان القمر في جريه مع الأرض حول الشمس يمر عبر البروج السماوية الإثني عشر التي تمر بها الأرض : فإن كل منزل من منازل القمر يحتل مكانا معينا في كل برج من هذه البروج، والقمر يقطع في كل ليلة ١٣ درجة تقريبا من دائرة البروج تلك (٣٦٠ درجة /٢٨ يوما من أيام الأرض =١٢. ٨٦ درجة ) وعلي ذلك فإن البرج الواحد يقع فيه أكثر من منزل من منازل القمر، ويعتمد ذلك علي مساحة البرج في السماء.
وقد تعرف العرب علي منازل القمر من قبل البعثة المحمدية المباركة ( علي صاحبها أفضل الصلاة وأزكي التسليم )، وعرفوا أهميتها في تحديد الزمن، وفي إعداد التقاويم الزراعية، وسموا الشمالية منها باسم المنازل الشامية، والجنوبية منها باسم المنازل اليمانية.
ويشير القرآن الكريم إلي منازل القمر بقول الحق ( تبارك
وتعالي ):
والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم ( يس : ٣٩).


الصفحة التالية
Icon