القسم بالقمر إذ يتلو الشمس
نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلي الشرق دورة كاملة كل ٢٤ ساعة فإن الشمس تبدو طالعة في كل يوم من جهة الشرق، وغائبة في جهة الغرب.
ونتيجة لميل مستوي مدار القمر حول الأرض علي مستوي مدار الأرض حول الشمس بمقدار (٥ درجات، و ٨ دقائق ) فإن المسار الظاهري لكل من الشمس والقمر علي صفحة السماء من نقطة الشروق إلي نقطة الغروب يبدو متقاربا.
وبصرف النظر عن دوران الأرض حول محورها فإننا نجد أن القمر يسير في اتجاه الشرق درجة واحدة كل ساعتين تقريبا (٣٦٠ درجة /٣٠ يوما =١٢ درجة في اليوم /٢٤ ساعة = نصف درجة في الساعة ) وأن الشمس تسير درجة واحدة تقريبا كل يوم ( أي كل ٢٤ ساعة )(٣٦٠ درجة /٣٦٥. ٢٥ يوما تقريبا )، ولذلك يبقي القمر في سباق دائم مع الشمس، ويلحق بها مرة كل شهر، فيولد الهلال الجديد في الأفق الغربي بعد غروب الشمس بقليل وبالقرب من المكان الذي تغرب فيه الشمس، وبعد ذلك يأخذ ظهور القمر في التأخر عن وقت غروب الشمس فيري في طور التربيع الأول في وسط السماء بعد غروب الشمس، ويتأخر ظهوره لفترة أطول بعد الغروب في مرحلة الأحدب الأول ويري وهو أقرب للأفق الشرقي، وفي مرحلة البدر يتفق شروق القمر من الأفق الشرقي مع غروب الشمس في الأفق الغربي لوجودهما علي استقامة واحدة، وبعد ذلك يتأخر القمر في الشروق يوميا بمعدل خمسين دقيقة في المتوسط حتي يصل مجموع هذا التأخير إلي حوالي خمسة ساعات بعد غروب الشمس في طور التربيع الثاني، ويستمر هذا التأخير في ظهور القمر حتي يري الهلال الثاني في وضح النهار ; وفي طور المحاق يغيب القمر مع غروب الشمس تماما لوقوعهما علي استقامة واحدة.
ولعل هذا هو المقصود من قول الحق ( تبارك وتعالي ): والقمر إذا تلاها.
ويتم القمر دورته حول الأرض في (٢٧ يوم، ٧