ومن أبدع الأشياء تعقيبها بالضحى التي هي في النبي ـ ﷺ ـ وفيها ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ [ الضحى : ٥ ] إشارة إلى أنه أقرب أمته إلى مقامه ـ ﷺ ـ ما عدا عيسى ـ ﷺ ـ لأنه الأتقى بعد النبيين مطلقاً، وإلى أن خلافته حق لا مرية فيه لأنه مما وعد النبي ـ ﷺ ـ أنه يرضيه وأنه لا يرضيه غيره كما أنه أرضاه خلافته له في الصلاة ولم يرضه غيره حين نهى عن ذلك بل زجر لما سمع قراءة غيره وقال :" يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ـ رضى الله عنه ـ " وقد رجع آخرها على أولها بأن سعي هذا الصديق ـ رضى الله عنه ـ مباين أتم مباينة سعي ذلك الأشقى، وقال بعضهم : إن المراد بذلك الأشقى أبو جهل، وأيضاً فإن هذا الختم دال على أن من صفى نفسه وزكاها بالتجلي بالنور المعنوي من إنارة ظلام الليل بما يجليه به من ضياء القيام وغير ذلك من أنواع الخير يرضى بالنور الحسي بعد الموت - والله الموفق للصواب. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٨ صـ ٤٤٨ ـ ٤٥١﴾


الصفحة التالية
Icon