يقول: من سلك الهدى فعلى الله سبيله، ومثله قوله: ﴿وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾ يقول: من أرادَ اللهَ فهو على السبيل القاصد، ويقال: إن علينا للهدى والإضلال، فترك الإضلال كما قال: ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرّ﴾، وهى تقى الحرّ والبرد.
﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى ﴾
وقوله جل وعز: ﴿وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى...﴾.
لثواب هذه، وثواب هذه.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى ﴾
وقوله تبارك وتعالى: ﴿فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى...﴾.
معناه: تتلظى فهى فى موضع رفع، ولو كانت على معنى فعل ماض لكانت: فأنذرتكم نارا تلظّت.
[حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد] قال: حدثنا الفراء، قال: حدثنى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال، "فاتت عبيدَ بن عمير ركعةٌ من المغرب، فقام يقضيها فسمعته يقرأ: ﴿فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى﴾: قال الفراء ورأيتُها فى مصحف عبدالله: "تتلظّى" بتاءين.
﴿ لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ الأَشْقَى ﴾
وقوله عز وجل ﴿لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ الأَشْقَى...﴾.
إِلاّ من كان شقيا فى علم الله.
﴿ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى...﴾.
لم يكن كذّب بردٍّ ظاهر، ولكنه قصّر عما أمِر به من الطاعة، فجُعل تكذيبا، كما تقول: لقى فلان العدو ؛ فكذب إِذا نكَل ورجع. قال الفراء: وسمعت أبا ثَرْوان يقول: إِنّ بنى نمير ليس لجدهم مكذوبة. يقول: إذا لَقُوا صدقوا القتال ولم يرجعوا، وكذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كاذِبَةٌ﴾ يقول: هى حق.
﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى...﴾ أبو بكر.
﴿ وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى...﴾.


الصفحة التالية
Icon