فصل


قال السمرقندى فى الآيات السابقة :
قوله تعالى :﴿ واليل إِذَا يغشى ﴾
أقسم الله تعالى بالليل، إذا غشيت ظلمته ضوء النهار.
ويقال : أقسم بخالق الليل إذا يغشى، يعني : يغشى الليل ضوء النهار ﴿ والنهار إِذَا تجلى ﴾ يعني : أقسم بالنهار إذا استنار، وتجلى عن الظلمة ﴿ وَمَا خَلَقَ الذكر والانثى ﴾ يعني : والذي خلق الذكر والأنثى، يعني : آدم وحواء.
وقال القتبي : ما ومن أصلهما واحد، وجعل من للناس، وما لغير الناس.
ويقال : من مَرّ بك من الناس، وما مَرّ بك من الإبل.
وقال أبو عبيد : وما خلق، أي : وما خلق، وكذلك قوله :﴿ والسمآء وَمَا بناها ﴾ [ الشمس : ٥ ] ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ [ الشمس : ٧ ] "وما" في هذه المواضع بمعنى "من" وقال أبو عبيد : وما بمعنى من وبمعنى الذي.
وروي عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى وروى الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال : قدمنا الشام، فأتانا أبو الدرداء، فقال : أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود؟ فأشاروا إلي، فقلت : نعم أنا.
فقال : كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية؟ قلت : سمعته يقرأ، والذكر والأنثى.
قال : أنا هكذا والله سمعت رسول الله ﷺ، يقرأها، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأها كلا أنا معهم.
ثم قال عز وجل :﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لشتى ﴾ فهذا موضع جواب القسم، أقسم الله تعالى بخالق هذه الأشياء، إن سعيكم لشتى، يعني : أديانكم ومذاهبكم مختلفة، يعني : عملكم مختلف.
عامل للجنة، وعامل للنار.


الصفحة التالية
Icon