ثم قال :﴿ وَمَا لأحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تجزى ﴾ يعني : لا يفعل ذلك مجازاة لأحد ﴿ إِلاَّ ابتغاء وَجْهِ رَبّهِ الاعلى ﴾ ولكن يفعل ذلك وجه ابتغاء ربه الأعلى، يفعل ذلك طلب رضاء الله تعالى الأعلى، يعني : الله العلي الكبير، الرفيع فوق خلقه، بالقهر والغلبة.
﴿ وَلَسَوْفَ يرضى ﴾ يعني : سوف يعطي الله من الثواب، حتى يرضى بذلك.
وقال مقاتل : مر أبو بكر على بلال، وسيده أمية بن خلف يعذبه، فاشتراه وأعتقه، فكره أبو قحافة عتقه، فقال لأبي بكر : أما علمت أن مولى القوم من أنفسهم، فإذا أعتقت فأعتق من له منظرة وقوة، فنزل ﴿ وَمَا لاِحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تجزى ﴾ يعني : لا يعقل لطلب المجازاة، ولكن إنما يعطي ما له ﴿ ابتغاء وَجْهِ رَبّهِ الاعلى وَلَسَوْفَ يرضى ﴾ بثواب الله تعالى، والله أعلم بالصواب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٣ صـ ٥٦٤ ـ ٥٦٦﴾


الصفحة التالية
Icon