أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا برهان بن علي الصوفي قال : حدّثنا أبو خليفة قال : حدّثنا القعبني قال : حدّثنا مالك قال : صلّى بنا عمر بن عبد العزيز المغرب، فقرأ فيها ﴿ والليل إِذَا يغشى ﴾، فلمّا أتى على هذه الآية ﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى ﴾ وقع عليه البكاء فلم يقدر أن [ يتعدّاها ] من البكاء، وقرأ سورة أُخرى.
﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى * الذى يُؤْتِي مَالَهُ يتزكى ﴾ قال أهل المعاني : أراد الشقي والتقي، كقول طرفة :

تمنى رجال أن أموت، فإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
أي بواحد.
أخبرني الحسين قال : حدّثنا أبو حذيفة أحمد بن محمد بن علي قال : حدّثنا عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الله المقري قال : حدّثنا جدّي قال : حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن سالم.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن يوسف قال : حدّثنا ابن عمران قال : حدّثنا أبو عبيد الله المخزومي قال : حدّثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنّ أبا بكر رضي الله عنه اعتق من كان يعذّب في الله : بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وبنتها وزنيرة وأم عميس وأمة بني المؤمّل.
فأما زنيرة فكانت رومية وكانت لبني عبد الدار، فلمّا أسلمت عميت، فقالوا : أعمتها اللاتِ والعزى.
فقالت : هي تكفر باللات والعزى، فردّ الله إليها بصرها، ومرّ أبو بكر بها وهي تطحن وسيّدتها تقول : والله لا أعتقك حتى يعتقك صُباتك، فقال أبو بكر فحلى إذاً يا أم فلان فبكمْ هي إذاً؟ قالت : بكذا وكذا أوقية، قال : قد أخذتها، قومي، قالت : حتى أفرغ من طحني.
وأما بلال فاشتراه، وهو مدفون بالحجارة، فقالوا : لو أبيت إلاّ أوقية واحدة لبعناك، فقال أبو بكر : لو أبيتم إلاّ مائة أوقية لأخذته، وفيه نزلت يعني أبا بكر، ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى * الذى يُؤْتِي مَالَهُ يتزكى ﴾ إلى آخرها، وأسلم وله أربعون ألفاً فأنفقها كلّها، يعني أبا بكر.


الصفحة التالية
Icon