وفي قوله " أعطى " ثلاثة أوجه :
أحدها : من بذل ماله، قاله ابن عباس.
الثاني : اتقى محارم الله التي نهى عنها، قال قتادة.
الثالث : اتقى البخل، قاله مجاهد.
﴿ وصَدَّق بالحُسْنَى ﴾ فيه سبعة تأويلات :
أحدها : بتوحيد الله، وهو قول لا إله إلا الله، قاله الضحاك.
الثاني : بموعود الله، قاله قتادة.
الثالث : بالجنة، قاله مجاهد.
الرابع : بالثواب، قاله خصيف.
الخامس : بالصلاة والزكاة والصوم، قاله زيد بن أسلم.
السادس : بما أنعم الله عليه، قاله عطاء.
السابع : بالخلف من عطائه، قاله الحسن، ومعاني أكثرها متقاربة.
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لليُسْرىَ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : للخير، قاله ابن عباس.
الثاني : للجنة، قاله زيد بن أسلم.
ويحتمل ثالثاً : فسنيسر له أسباب الخير والصلاح حتى يسهل عليه فعلها.
﴿ وأمّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغنَى ﴾ قال ابن مسعود : يعني بذلك أُمية وأبيّاً ابني خلف. وفي قوله " بخل " وجهان :
أحدهما : بخل بماله الذي لا يبقى، قاله ابن عباس والحسن.
الثاني : بخل بحق الله تعالى، قاله قتادة.
" واستغنى " فيه وجهان :
أحدهما : بماله، قاله الحسن.
الثاني : عن ربه، قاله ابن عباس.
﴿ وكَذَّبَ بالحُسْنَى ﴾ فيه التأويلات السبعة.
﴿ فَسنُيَسِّرُهُ للعُسْرَى ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : للشر من الله تعالى، قاله ابن عباس.
الثاني : للنار، قاله ابن مسعود.
ويحتمل ثالثاً : فسنعسر عليه أسباب الخير والصلاح حتى يصعب عليه فعلها فعند نزول هاتين الآيتين يروي قتادة عن خليد عن أبي الدرداء أن رسول الله ﷺ قال :" ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وملكان يناديان : اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً "، ثم قرأ ﴿ فأما من أعطى واتقى ﴾.
الآية والتي بعدها.
﴿ وما يُغْنِي عنه ماله إذا تَرَدَّى ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : إذا تردّى في النار، قاله أبو صالح وزيد بن أسلم.