وكما تقدم، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وإن صورة السبب قطيعة الدخول. فهذه بشرى عظيمة للصديق رضي الله عنه، ولسوف يرضى في غاية من التأكيد من الله تعالى، على وعده إياه ﷺ وأرضاه. وذكر ابن كثير : أن في الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال :" من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة : يا عبد الله هذا خير، فقال أبو بكر : يا رسول الله، ما على من يدعي منها ضرورة، فهل يدعي منها كلها أحد؟ قال : نعم، وأرجو أن تكون منهم " ا ه.
وإنا لنرجو الله كذلك فضلاُ منه تعالى.
تنبيه
في قوله تعالى :﴿ وَلَسَوْفَ يرضى ﴾ [ الليل : ٢١ ]، وذكر ابن كثير إجماع المفسرين أنها في أبي بكر رضي الله عنه أعلى منازل البشرى، لأن هذا الوصف بعينه، قيل للرسول ﷺ قطعاً في السورة بعدها، سورة الضحى ﴿ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى ﴾ [ الضحى : ٤-٥ ]، فهو وعد مشترك للصديق وللرسول ﷺ، إلاَّ أنه في حق الرسول ﷺ أسند العطاء فيه لله تعالى بصفة الربوبية ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ ﴾ [ الضحى : ٥ } كما ذكر فيه العطاء، مما يدل على غيره ﷺ، وهو معلوم بالضرورة، من أنه ﷺ له عطاءات لا يشاركه فيها أحد، على ما سيأتي إن شاء الله. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon