وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩)
قوله :﴿ تجزى ﴾ : صفةٌ لنعمةٍ، أي : تُجْزِي الإِنسانَ، وإنما جيء به مضارعاً مبنياً للمفعولِ لأجلِ الفواصل ؛ إذ الأصلُ يُجْزيها إياه أو يُجْزِيه إياها.
إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠)
قوله :﴿ إِلاَّ ابتغآء ﴾ : في نصبِه وجهان، أحدهما : أنه مفعولٌ له. قال الزمخشري :" ويجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً له على المعنى ؛ لأنَّ المعنى : لا يُؤْتي مالَه إلاَّ ابتغاءَ وَجْهِ ربه لا لمكافأةِ نعمةٍ " وهذا أَخَذَه مِنْ قولِ الفَرَّاء فإنه قال :" ونُصِبَ على تأويل : ما أعْطَيْتُك ابتغاءَ جزائِك، بل ابتغاءَ وجهِ اللَّهِ تعالى. والثاني : أنَّه منصوبٌ على الاستثناء المنقطع، إذ لم يندَرِجْ تحت جنسِ " مِنْ نعمة " وهذه قراءة العامَّةِ، أعني النصبَ والمدَّ. وقرأ يحيى برفعِه ممدوداً على البدل مِنْ محلِّ " مِنْ نعمة " لأنَّ محلَّها الرفعُ : إمَّا على الفاعليَّةِ، وإمَّا على الابتداءِ، و " مِنْ " مزيدةٌ في الوجهَيْن، والبدلُ لغة تميمٍ، لأنهم يُجْرُون المنقطعَ في غيرِ الإِيجاب مجرى المتصل. وأنشد الزمخشريُّ بالوجهَيْن : النصبِ والبدلِ قولَ بشرِ بنِ أبي خازم :
| ٤٥٨٧- أَضْحَتْ خَلاءً قِفاراً أَنيسَ بها | إلاَّ الجآذِرُ والظِّلْمانَُِ تَخْتَلِفُ |
| ٤٥٨٨- وبَلْدَةٍ ليس بها أنيسُ | إلاَّ اليَعافيرُ وإلاَّ العِيْسُ |
وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١)