وقال الشيخ أحمد عبد الكريم الأشموني :
سورة والليل
مكية لا وقف من أولها إلى إنَّ سعيكم لشتى وهو جواب القسم * وهو (تام) قال الرضي وإذا تكررت الواو بعد واو القسم كما هنا فمذهب سيبويه والخليل إنَّ المتكررة واو العطف وقال بعضهم هي واو القسم والأوَّل أجود وذلك أنَّها لو كانت للقسم لكانت بدلاً من الباء ولم تفد العطف وربط المقسم به الثاني وما بعده بالأوَّل بل يكون التقدير أقسم بالليل أقسم بالنهار أقسم بما خلق الذكر والأنثى فهذه الثلاثة كل واحد منها لابد له من جواب فيطلب ثلاثة أجوبة فإن قلنا حذف جوابان استغناء بما بقي فالحذف خلاف الأصل وإن جعلنا الواحد جواباً للمجموع فهو خلاف الأصل أيضاً فلم يبق إلاَّ أن نقول القسم شيء واحد والمقسم به ثلاثة والقسم هو الطالب للجواب لا المقسم به فيكون جواباً واحداً فكأنه قال أقسم بالليل والنهار وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى قاله الشنواني وإنما حذف مفعولي أعطى ومفعول اتقى لأنَّ الغرض ذكر هذه الأحداث دون متعلقاتها والمعنى أعطى حق الله واتقى الله
لليسرى (كاف) ومثله للعسرى وكذا تردَّى للابتداء بإن
للهدى (جائز)
والأولى (كاف)
تلظى (جائز) لأن ما بعده يصلح استئنافاً وصفة
وتولى (تام) ولا يوقف على الأتقى لأن ما بعده صفة والصفة والموصوف كالشيء الواحد
يتزكى (حسن) ومثله تجزى وتجاوزه أولى
الأعلا (تام) ورسموا الأعلى بلا ألف كما ترى
آخر السورة (تام). أ هـ ﴿ منار الهدى صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon