فلم يحسن إلى الناس ولا عمل للعقبى :﴿وكذب﴾ أي أوقع التكذيب أن يستحق التصديق ﴿بالحسنى﴾ أي فأنكرها، ولما كان جامداً مع المحسوسات كالبهائم قال :﴿فسنيسره﴾ أي نهيئه بما لنا من العظمة وعد لا خلف فيه ﴿للعسرى﴾ أي للخصلة التي هي أعسر الأشياء وأنكدها، وهي العمل بما يغضبه سبحانه الموجب لدخول النار وما أدى إليه، وأشار بنون العظمة في كل من نجد الخير ونجد الشر إلى أن ارتكاب الإنسان لكل منهما في غاية البعد، أما نجد الخير فلما حفه من المكاره، وأما نجد الشر فلما في العقل والفطرة الأولى من الزواجر عنه، وذلك كله أمر قد فرغ منه في الأزل بتعيين أهل السعادة وأهل الشقاوة " وكل كما قال ـ ﷺ ـ - ميسر لما خلق له ".
ولما كان أهل الدنيا إذا وقعوا في ورطة تخلصوا منها بأموالهم قال :﴿وما يغني﴾ أي في تلك الحالة ﴿عنه﴾ أي هذا الذي بخل وكذب ﴿ماله﴾ أي الذي بخل به رجاء نفعه، ويجوز أن يكون استفهاماً إنكارياً فيكون نافياً للإغناء على أبلغ وجه ﴿إذا تردّى﴾ أي هلك بالسقوط في حفرة القبر والنار، تفعّل من الردى وهو الهلاك والسقوط في بئر. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٨ صـ ٤٤٥ ـ ٤٤٨﴾


الصفحة التالية
Icon