من ماله في طاعة الله مصدقاً بما وعده الله من الخلف الحسن، وذلك أنه قال :﴿مَّثَلُ الذين يُنفِقُونَ أموالهم فِي سَبِيلِ الله﴾ [ البقرة : ٢٦١ ] فكان الخلف لما كان زائداً صح إطلاق لفظ الحسنى عليه، وعلى هذا المعنى :﴿وَكَذَّبَ بالحسنى﴾ أي لم يصدق بالخلف، فبخل بماله لسوء ظنه بالمعبود، كما قال بعضهم : منع الموجود، سوء ظن بالمعبود، وروي عن أبي الدرداء أنه قال :" ما من يوم غربت فيه الشمس إلا وملكان يناديان يسمعهما خلق الله كلهم إلا الثقلين.
اللهم أعط كل منفق خلفاً وكل ممسك تلفاً " ورابعها : أن الحسنى هو الثواب، وقيل : إنه الجنة، والمعنى واحد، قال قتادة : صدق بموعود الله فعمل لذلك الموعود، قال القفال : وبالجملة أن الحسنى لفظة تسع كل خصلة حسنة، قال الله تعالى :﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الحسنيين﴾ [ التوبة : ٥٢ ] يعني النصر أو الشهادة، وقال تعالى :
﴿وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً﴾ [ الشورى : ٢٣ ] فسمى مضاعفة الأجر حسنى، وقال :﴿إِنَّ لِى عِندَهُ للحسنى﴾ [ فصلت : ٥٠ ].
وأما قوله :﴿فَسَنُيَسّرُهُ لليسرى﴾ ففيه مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon