وقال بعض السلف : من ثواب الحسنةُ الحسنة بعدها، ومن جزاء السيئة السيئةُ بعدها ؛ ولهذا قال تعالى :﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ﴾ أي : بما عنده، ﴿ واستغنى ﴾ قال عكرمة، عن ابن عباس : أي بخل بماله، واستغنى عن ربه، عز وجل. رواه ابن أبي حاتم.
﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾ أي : بالجزاء في الدار الآخرة.
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ أي : لطريق الشر، كما قال تعالى :﴿ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام : ١١]، والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله، عز وجل، يُجازي من قصد الخير بالتوفيق له، ومن قصد الشر بالخذلان. وكل ذلك بقدر مُقدّر، والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة :
رواية أبي بكر الصديق، رضي الله عنه : قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عَيَّاش، حدثني العطاف بن خالد، حدثني رجل من أهل البصرة، عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، عن أبيه قال : سمعت أبي يذكر أن أباه سمع أبا بكر وهو يقول : قلت لرسول الله ﷺ : يا رسول الله، أنعمل على ما فرغ منه أو على أمر مؤتنف ؟ قال :"بل على أمر قد فُرغ منه".


الصفحة التالية
Icon