فصل


قال الفخر :
﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) ﴾
فيه مسائل :
المسألة الأولى :
أن اتصاله بما تقدم هو أنه تعالى يقول : ألم يجدك يتيماً فقال الرسول : بلى يا رب، فيقول : انظر ( أ ) كانت طاعاتك في ذلك الوقت أكرم أم الساعة ؟ فلا بد من أن يقال : بل الساعة فيقول الله : حين كنت صبياً ضعيفاً ما تركناك بل ربيناك ورقيناك إلى حيث صرت مشرفاً على شرفات العرش وقلنا لك : لولاك ما خلقنا الأفلاك، أتظن أنا بعد هذه الحالة نهجرك ونتركك.
المسألة الثانية :
ألم يجدك من الوجود الذي بمعنى العلم، والمنصوبان مفعولا وجد والوجود من الله، والمعنى ألم يعلمك الله يتيماً فآوى، وذكروا في تفسير اليتيم أمرين الأول : أن عبد الله بن عبد المطلب فيما ذكره أهل الأخبار توفي وأم رسول الله ﷺ حامل به، ثم ولد رسول الله فكان مع جده عبد المطلب ومع أمه آمنة، فهلكت أمه آمنة وهو ابن ست سنين فكان مع جده، ثم هلك جده بعد أمه بسنتين ورسول الله ابن ثمان سنين.


الصفحة التالية
Icon