وقال بكر بن عبد الله المَزُنِيّ قال النبيّ ﷺ :" من أُعطِي خيراً فلم يُرَ عليه، سمي بغيض الله، معادياً لنعم الله " وروى الشعبيّ عن النعمان بن بشير قال : قال النبيّ ﷺ :" من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس، لم يشكر الله، والتحدّث بالنعم شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب " وروى النسائي " عن مالك بن نضلة الجُشَمِيّ قال : كنت عند رسول الله ﷺ جالساً، فرآني رَثَّ الثياب فقال :"ألك مال؟" قلت : نعم، يا رسول الله، من كل المال.
قال :"إذا آتاك الله مالاً فلْيُرَ أثره عليك" " وروى أبو سعيد الخدريّ : عن رسول الله ﷺ أنه قال :" إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ".
فصل : يكبّر القارىء في رواية البزيّ عن ابن كثير وقد رواه مجاهد عن ابن عباس، عن أبيّ بن كعب :" عن النبيّ ﷺ إذا بلغ آخر "والضحى" كَبَّر بين كل سورة تكبيرة، إلى أن يختم القرآن، ولا يصل آخر السورة بتكبيره ؛ بل يفصل بينهما بسكتة، وكأنّ المعنى في ذلك أن الوحي تأخر عن النبيّ ﷺ أياماً، فقال ناس من المشركين : قد ودعه صاحبه وقلاه ؛ فنزلت هذه السورة فقال :"الله أكبر" " قال مجاهد : قرأت على ابن عباس، فأمرني به، وأخبرني به عن أبيّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ولا يكبّر في قراءة الباقين ؛ لأنها ذرِيعة إلى الزيادة في القرآن.
قلت : القرآن ثبت نقلاً متواتراً سوره وآياته وحروفه ؛ لا زيادة فيه ولا نقصان ؛ فالتكبير على هذا ليس بقرآن.
فإذا كان بسم الله الرحمن الرحيم المكتوب في المصحف بخط المصحف ليس بقرآن، فكيف بالتكبير الذي هو ليس بمكتوب.
أما أَنه ثبت سنة بنقل الآحاد، فاستحبه ابن كثير، لا أنه أوجبه فخطأ من تركه.