مطلب الشكر للّه ولخلقه :
عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : من لا يشكر الناس لا يشكر اللّه.
وله عن أبي هريرة : الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر، وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن النعمان بن بشير صاحب معرة النعمان بين حلب وحماة قال :
سمعت رسول اللّه على المنبر يقول : من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر اللّه، والتحدث بالنعمة شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب.
وورد أشكركم للناس أشكركم للّه.
هذا وبما أن هذه السورة نزلت بعد انحباس الوحي مدة، كبّر النبي صلّى اللّه عليه وسلم عند نزولها فرحا بنزول الوحي وإدغاما لما قاله المشركون فيه.
كما مر في سورة المدثر، فاتخذ قراء مكة هذا التكبير عادة من هذه السورة إلى آخر القرآن بحسب ترتيب المصاحف وحتى الآن يكبرون بختام كل سورة منها الناس، وصيغة التكبير : اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلا اللّه واللّه أكبر اللّه أكبر وللّه الحمد.
أخرجه الحاكم وصححه ابن مردويه والبيهقي في الشعب من طريق أبي الحسن البزي البغوي قال : سمعت عكرمة بن سليمان يقول : قرأت على إسماعيل بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، فإني قرأت على عبد اللّه بن كثير، فلما بلغت والضحى قال كبر حتى تختم وأخبره عبد اللّه بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره أن أبي بن كعب أمره بذلك وأخبره أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم أمره بذلك.
هذا وما قيل إن هذه السورة هي الثالثة بالنزول لا صحة له بل هي الحادية عشرة كما أنها احدى عشرة آية، وما قيل إنها نزلت في العام الثالث من البعثة أو انها بعد فترة الوحي الطويلة لا يلتفت إليه، كما بيناه أول المدثر المارة ايضا فراجعها ففيها ما يركن إليه العقل ويسلم له العاقل ويرتاح له الضمير.


الصفحة التالية
Icon