إن الله قال لموسى من قبل " ولتصنع على عيني ". وقال لمحمد ـ بعدما حمله رسالة هائلة ـ " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم" والله الذى يتولى تربية الأنبياء يختارهم من معادن نفيسة ثم يصقلهم فى حياتهم بالأحداث الشداد، وهو أولى بهم منهم..! " ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى" الضلال المقصود الحيرة فى معرفة الطريق وقيادة العالم. ومحمد والأنبياء جميعا معصومون من الضلال الذى هو ظلمة النفس ووضاعة السلوك. وما ينسب إليهم فى بعض الكتب محض افتراء.. ثم إن الله أغناه عن الناس فعاش مكفول الضرورات، ولكنه ليس صاحب كنوز، بل ليس صاحب فضول! وبعد أن ذكره الله بنعمته السابقة واللاحقة، قال له " فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث " والتحديث بالنعمة كقوله فى سورة أخرى " فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون " إنك مختار لتبليغ رسالة وإنقاذ عوالم من الناس، فحدث فلست كاهنا ولا متكلفا..! " إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٢٤ ـ ٥٢٥﴾


الصفحة التالية
Icon