" اشفع لأمتي حتى ينادي ربي ارضيت يا محمد فأقول نعم يا رب رضيت " ثم اقبل علي فقال إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله تعالى ﴿ يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعاً ﴾ [ الزمر : ٥٣ ] قلت إنا لنقول ذلك قال فكلنا أهل البيت نقول إن أرجى آية في كتاب الله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى وقال هي الشفاعة وقيل هي أعم من الشفاعة وغيرها ويرشد إليه ما أخرجه العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال دخل رسول الله ﷺ على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من جلد الإبل فلما نظر إليها قال يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة غداً فأنزل الله تعالى :﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى ﴾ وقال أبو حيان الأولى العموم لما في الدنيا والآخرة على اختلاف أنواعه والخبر المذكور لو سلم صحته لا يأبى ذلك نعم عطايا الآخرة أعظم من عطايا الدنيا بكثير فقد روى الحاكم وصححه وجماعة عن ابن عباس أنه قال أعطاه الله تعالى في الجنة ألف قصر من لؤلؤ ترابه المسك في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم وأخرج ابن جرير عنه أنه قال في الآية من رضا محمد ﷺ أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار وأخرج البيهقي في "شعب الايمان" عنه أنه قال رضاه ﷺ أن يدخل أمته كلهم الجنة وفي رواية الخطيب في تلخيص المتشابه من وجه آخر عنه لا يرضى محمد ﷺ وأحد من أمته النار وهذا ما تقتضيه شفقته العظيمة عليه الصلاة والسلام على أمته فقد كان ﷺ حريصاً عليهم رؤوفاً بهم مهتماً بأمرهم وقد أخرج مسلم كما في "الدر المنثور" عن ابن عمر أنه ﷺ تلا قول الله تعالى في إبراهيم عليه السلام ﴿ فمن تبعني فإنه مني ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ] وقوله تعالى في عيسى :{ إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ