وروي في هذا الحديث إن الله تعالى قال إذا ذكرت معي
وهذا متجه الى ان الآية نزلت بمكة قديما
والأذان شرع بالمدينة ورفع الذكر نعمة على الرسول وكذلك هو جميل حسن للقائمين بأمور الناس وخمول الاسم والذكر حسن للمنفردين للعبادة وقد جعل الله تعالى النعم أقساما بحسب ما يصلح لشخص شخص وفي الحديث ( إن الله تعالى يوقف عبدا يوم القيامة فيقول له ألم أفعل بك كذا وكذا يعدد عليه نعمه ويقول في جملتها ألم أحمل ذكرك في الناس ) والمعنى في هذا التعديد الذي على النبي ﷺ أي يا محمد قد فعلنا بك جميع هذا فلا تكترث بأذى قريش
الشرح :( ٥ - ٦ ) فإن مع العسر..... فإن الذي فعل بك هذه النعم سيظفرك بهم وينصرك عليهم ثم قوى رجاءه بقوله " فإن مع العسر يسرا " أي ما تراه من الأذى فرج يأتي وكرر تعالى ذلك مبالغة وتثبيتا للخير فقال بعض الناس المعنى " إن مع العسر يسرا " في الدنيا وإن مع العسر يسرا في الآخرة وذهب كثير من العلماء الى ان مع كل عسر يسرين بهذه الآية من حيث العسر معروف للعهد واليسر منكر فالأول غير الثاني وقد روي في هذا التاويل حديث عن النبي ﷺ أنه قال ( لن يغلب عسر يسرين )
واما قول عمر به فنص في الموطأ في رسالته الى أبي عبيدة بن الجراح
وقرأ عيسى ويحيى بن وثاب وأبو جعفر ( العسر واليسر ) بضمتين وقرا ابن مسعود " فإن مع العسر يسرا " واحدا غير مكرر ثم امر تعالى نبيه إذا فرغ من شغل من أشغال النبوة والعبادة ان ينصب في آخر والنصب التعب فالمعنى ان يرأب على ما امر به ولا يفتر


الصفحة التالية
Icon