﴿ وهذا البلد الأمين ﴾ قال : مكة ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين ﴾ يقول : يردّ إلى أرذل العمر، كبر حتى ذهب عقله، هم نفر كانوا على عهد رسول الله ﷺ، فسئل رسول الله ﷺ حين سفهت عقولهم، فأنزل الله عذرهم أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم.
﴿ فَمَا يُكَذّبُكَ بَعْدُ بالدين ﴾ يقول : بحكم الله.
وأخرج ابن مردويه عنه نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عنه أيضاً ﴿ والتين والزيتون ﴾ قال : الفاكهة التي يأكلها الناس ﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ قال : الطور الجبل.
والسينين المبارك.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه أيضاً قال : سينين هو الحسن.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عنه أيضاً :﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ قال : في أعدل خلق :﴿ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين ﴾ يقول : إلى أرذل العمر :﴿ إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ يعني غير منقوص.
يقول فإذا بلغ المؤمن أرذل العمر، وكان يعمل في شبابه عملاً صالحاً كتب له من الأجر مثل ما كان يعمل في صحته وشبابه، ولم يضرّه ما عمل في كبره، ولم تكتب عليه الخطايا التي يعمل بعد ما يبلغ أرذل العمر.
وأخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : من قرأ القرآن لم يردّ إلى أرذل العمر، وذلك قوله :﴿ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين * إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ قال : لا يكون حتى لا يعلم من بعد علم شيئًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين ﴾ يقول : إلى الكبر وضعفه، فإذا كبر وضعف عن العمل، كتب له مثل أجر ما كان يعمل في شبيبته.


الصفحة التالية
Icon