وقال الفراء :
﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ ﴾
قوله عز وجل: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ...﴾.
قال ابن عباس: هو تينكم هذا وزيتونكم، ويقال: إنهما جبلان بالشام، وقال مرة أخرى: مسجدان بالشام، أحدهما الذى كلّم الله تبارك وتعالى موسى ﷺ عليه. قال الفراء: وسمعت [/ا] رجلا من أهل الشام وكان صاحب تفسير قال: التين جبال ما بين حلوان إلى همدان، والزيتون: جبال الشام، ﴿وَطُورِ سِينِينَ...﴾: جبل.
﴿ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ...﴾.
مكة، يريد: الآمِن، والعرب تقول للآمن. الأمين، قال الشاعر:
ألم تعْلى يا أسْم ويْحكِ أننى * حَلفتُ يميناً لا أخون أمينى؟
يريد ؛ آمنى.
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ...﴾.
يقول: إِنا لنبلغ بالآدمى أحسن تقويمه، وهو اعتداله واستواء شبابه، وهو أحسن ما يكون، ثم نرده بعد ذلك إلى أرذل العمر، وهو وإن كان واحدا، فإنه يراد به نفعل ذا بكثير من الناس، وقد تقول العرب: أَنْفَق ماله على فلان، وإنما أنفق بعضه، وهو كثير فى التنزيل ؛ من ذلك قوله فى أبى بكر: ﴿الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى﴾ لم يُرد كل ماله ؛ إنما أراد بعضه.
﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾
ويقال: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ...﴾.