وسمعت محمد بن عبدوس يقول : سمعت محمد بن الحميم يقول : سمعت الفرّاء يقول : سمعت رجلا من أهل الشام وكان صاحب تفسير قال : التين : جبال ما بين حلوان إلى همدان، والزيتون : جبال الشام.
﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ يعني جبل موسى، قال عكرمة : السينين : الجسر بلغة الحبشة. الحكم والنضر عنه : كلّ جبل ينبت فهو طور سينين، كما ينبت في السهل كذلك ينبت في الجبل، وعن مجاهد : الطور الجبل، وسينين : المبارك. وعن قتادة : المبارك الحسن.
عن مقاتل : كل جبل فيه شجرة مثمرة فهو سينين وسينا وهو بلغة النبط. عن الكلبي : يعني الجبل المشجر. عن شهر بن حوشب : التين : الكوفة، والزيتون : الشام، وطور سينين : جبل فيه ألوان الأشجار.
قال عبد الله بن عمر : أربعة أجبال مقدّسة بين يدي الله سبحانه، طور تينا وطور زيتا وطور سينا وطور يتمانا، فأما طور تينا فدمشق، وأما طور زيتا فبيت المقدس، وأما طور سينا فهو الذي كان عليه موسى، وأما طور يتمانا فمكة.
أخبرنا أبو سفيان الحسين بن محمد بن عبد الله المقري قال : حدّثنا البغوي ببغداد قال : حدّثنا ابن أبي شيبة قال : حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدّثنا وكيع عن أبيه وسفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو قال : سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب : والتين والزيتون وطور سيناء، قال : فظننت أنه إنما يقرؤها ليعلم حرمة البلد.
﴿ وهذا البلد الأمين ﴾ الآمن، يعني مكة، وأنشد الفرّاء :
ألم تعلمي يا أسم ويحك أنني | حلفت يميناً لا أخون أميني |
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ أعدل قامة وأحسن صورة، وذلك أنه خلق كل شي منكبّاً على وجهه إلاّ الإنسان. وقال أبو بكر بن ظاهر : مزيناً بالعقل، مؤدّباً بالأمر، مهذّباً بالتمييز، مديد القامة، يتناول مأكوله بيده.
﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾ يعني إلى أرذل العمر، ينقص عمره ويضعف بدنه ويذهب عقله.