وقال الماوردى :
قوله تعالى ﴿ والتّينِ والزَّيْتُونِ ﴾
هما قَسَمان، وفيهما ثمانية تأويلات :
أحدها : أنهما التين والزيتون المأكولان، قاله الحسن وعكرمة ومجاهد.
الثاني : أن التين دمشق، والزيتون بيت المقدس، قاله كعب الأحبار وابن زيد.
الرابع : أن التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس، قاله الحارث وابن زيد.
الخامس : الجبل الذي عليه التين، والجبل الذي عليه الزيتون، قاله ابن قتيبة، وهما جبلان بالشام يقال لأحدهما طور زيتا، وللآخر طور تيناً، وهوتأويل الربيع.
وحكى ابن الأنباري أنهما جبلان بين حلوان وهمدان، وهو بعيد.
السادس : أن التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد ايليا، قاله محمد بن كعب.
السابع : أن التين مسجد نوح عليه السلام الذي بني على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس، قاله ابن عباس.
الثامن : أنه أراد بهما نعم الله تعالى على عباده التي منها التين والزيتون، لأن التين طعام، والزيتون إدام.
﴿ وطورِ سِينينَ ﴾ وهو قَسَم ثالث وفيه قولان :
أحدهما : أنه جبل بالشام، قاله قتادة.
الثاني : أنه الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام، قاله كعب الأحبار.
وفي قوله " سينين " أربعة أوجه :
أحدها : أنه الحسن بلغة الحبشة، ونطقت به العرب، قاله الحسن وعكرمة.
الثاني : أنه المبارك، قاله قتادة.
الثالث : أنه اسم البحر، حكاه ابن شجرة.
الرابع : أنه اسم للشجر الذي حوله، قاله عطية.
﴿ وهذا البلدِ الأَمينِ ﴾ يعني بالبلد مكة وحرمها، وفي الأمين وجهان :
أحدهما : الآمن أهله من سبي أو قتل، لأن العرب كانت تكف عنه في الجاهلية أن تسبي فيه أحداً أو تسفك فيه دماً.
الثاني : يعني المأمون على ما أودعه الله تعالى فيه من معالم الدين، وهذا قَسَم رابع.
﴿ لقد خَلَقْنا الإنسانَ ﴾ وفي المراد بالإنسان ها هنا قولان :