ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من أمنه لأنه مأمون الغوائل.
كما وصف بالآمن في قوله :﴿ حرماً آمناً ﴾ بمعنى ذي أمن.
ومعنى القسم بهذه الأشياء إبانة شرفها وما ظهر فيها من الخير بسكنى الأنبياء والصالحين.
فمنبت التين والزيتون مهاجر إبراهيم عليه السلام ومولد عيسى ومنشأه، والطور هو المكان الذي نودي عليه موسى عليه السلام، ومكة مكان مولد رسول الله ( ﷺ ) ومبعثه ومكان البيت الذي هو هدى للعالمين.
﴿ في أحسن تقويم ﴾، قال النخعي ومجاهد وقتادة : حسن صورته وحواسه.
وقيل : انتصاب قامته.
وقال أبو بكر بن طاهر : عقله وإدراكه زيناه بالتمييز.
وقال عكرمة : شبابه وقوته، والأولى العموم في كل ما هو أحسن.
والإنسان هنا اسم جنس، وأحسن صفة لمحذوف، أي في تقويم أحسن.
﴿ ثم رددناه أسفل سافلين ﴾، قال عكرمة والضحاك والنخعي : بالهرم وذهول العقل وتغلب الكبر حتى يصير لا يعلم شيئاً.
أما المؤمن فمرفوع عنه القلم والاستثناء على هذا منقطع، وليس المعنى أن كل إنسان يعتريه هذا، بل في الجنس من يعتريه ذلك.
وقال الحسن ومجاهد وأبو العالية وابن زيد وقتادة أيضاً :﴿ أسفل سافلين ﴾ في النار على كفره، ثم استثنى استثناء متصلاً.
وقرأ الجمهور : سافلين منكراً ؛ وعبد الله : السافلين معرفاً بالألف واللام.
وأخذ الزمخشري أقوال السلف وحسنها ببلاغته وانتفاء ألفاظه فقال : في أحسن تعديل لشكله وصورته وتسوية أعضائه، ثم كان عاقبة أمره حين لم يشكر نعمة تلك الخلقة الحسنة القويمة السوية، إذ رددناه أسفل من سفل خلقاً وتركيباً، يعني أقبح من قبح صورة وأشوهه خلقة، وهم أصحاب النار.
وأسفل من سفل من أهل الدركات.