وقال الخطيب الشربينى :
سورة التين والزيتون
مكية وقال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة مدنية وهي ثمان آيات وأربع وثلاثون كلمة ومائة وخمسون حرفاً.
﴿بسم الله﴾ الذي له الملك كله ﴿الرحمن﴾ الذي وسع الخلائق عدله ﴿الرحيم﴾ الذي خص أولياءه بتوفيقه فظهر عليهم جوده وفضله.
وقوله تعالى :﴿والتين والزيتون﴾ قسم وتقدّم نظائر ذلك أقسم بهما لأنهما عجيبتان من بين أصناف الأشجار المثمرة، روي أنه "أهدي للنبيّ ﷺ طبق من تين فأكل منه، وقال لأصحابه : كلوا فلو قلت : إنّ فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه" لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس ومرّ معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيباً واستاك به وقال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :"نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة". وسمعته يقول :"هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي". وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : هو تينكم هذا الذي تأكلون وزيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت. وقال عكرمة : هما جبلان من الأرض المقدّسة يقال لهما بالسريانية طور تيناً وطور زيتاً ؛ لأنهما منبتا التين والزيتون.
وقيل : التين جبال ما بين حلوان وهمدان، والزيتون جبال الشام لأنها منابتهما، كأنه قيل : ومنابت التين والزيتون. وقال محمد بن كعب : التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيليا. وقال الضحاك : مسجدان بالشام. وقال ابن زيد : التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس، وحسن القسم بهما لأنهما موضع الطاعة. وقيل : التين مسجد نوح عليه السلام الذي بناه على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس.