وهي في أغلب البلاد لا تحتاح إلى تربية الناس، ثم لا تقتصر منفعتها غذاء بدنك، بل هي غذاء السراج أيضاً وتولدها في الجبال التي لا توجد فيها شيء من الدهنية ألبتة، وقيل : من أخذ ورق الزيتون في المنام استمسك بالعروة الوثقى، وقال مريض لابن سيرين : رأيت في المنام كأنه قيل لي : كل اللامين تشف، فقال : كل الزيتون فإنه لا شرقية ولا غربية، ثم قال المفسرون : التي والزيتون اسم لهذين المأكولين وفيهما هذه المنافع الجليلة، فوجب إجراء اللفظ على الظاهر، والجزم بأن الله تعالى أقسم بهما لما فيهما هذه المصالح والمنافع.
القول الثاني : أنه ليس المراد هاتين الثمرتين، ثم ذكروا وجوهاً أحدها : قال ابن عباس : هما جبلان من الأرض المقدسة، يقال لهما : بالسريانية طور تيناً، وطور زيتاً، لأنهما منبتا التين والزيتون، فكأنه تعالى أقسم بمنابت الأنبياء، فالجبل المختص بالتين لعيسى عليه السلام.