" إذا بلغ المؤمن خمسين سنة خفف الله تعالى حسابه، فإذا بلغ ستين رزقه الإنابة، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كتبت حسناته وتجاوز الله عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفرت ذنوبه وشفع في أهل بيته وكان أسير الله في أرضه، فإذا بلغ مائة ولم يعمل شيئاً كتب الله له ما كان يعمل في صحته ولم تكتب عليه سيئة. " وفي حديث " إن المؤمن إذا رد إلى أرذل العمر كتب الله له خير ما كان يعمله في قوته، وذلك أجر غير ممنون. " و﴿ ممنون ﴾ معناه : محسوب مصَرِّد يمن عليهم، قاله مجاهد وغيره، وقال كثير من المفسرين معناه مقطوع من قولهم حبل منين، أي ضعيف منقطع، واختلف في المخاطب بقوله تعالى :﴿ فما يكذبك بعد بالدين ﴾ فقال قتادة والفراء والأخفش : هو محمد عليه السلام، قال الله له : فماذا الذي يكذبك فيما تخبر به من الجزاء والبعث وهو الدين بعد هذه العبر التي ويجب النظر فيها صحة ما قلت، ويحتمل أن يكون " الدين " على هذا التأويل جميع دينه وشرعه، وقال جمهور من المتأولين : المخاطب الإنسان الكافر، أي ما الذي يجعلك كذاباً بالدين، تجعل له أنداداً، وتزعم أن لا بعث بعد هذه الدلائل، وقال منصور قلت لمجاهد : قوله تعالى :﴿ فما يكذبك ﴾ يريد به النبي ﷺ قال معاذ الله يعني به الشاك، ثم وقف تعالى جميع خلقه على أنه ﴿ أحكم الحاكمين ﴾ على جهة التقرير، وروي عن قتادة أن رسول الله ﷺ كان إذا قرأ هذه السورة قال :" بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon