وفي حديث قال النبيّ ﷺ :" إذا سافَرَ العبدُ أو مَرِض كتبَ اللَّهُ له مثل ما كان يَعمَلُ مُقِيماً صحيحاً " وقيل :﴿ إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ فإنه لا يَخْرف ولا يَهْرَم، ولا يذهب عقل من كان عالماً عاملاً به.
وعن عاصم الأحول عن عكرمة قال : من قرأ القرآن لم يرَدَّ إلى أرذل العمر.
وروي عن ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال :" طُوْبَى لمن طال عمره وحسن عمله " وروي : إن العبد المؤمن إذا مات أمر الله مَلَكَيه أن يتعبدا على قبره إلى يوم القيامة، ويكتب له ذلك.
قوله تعالى :﴿ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ قال الضحاك : أجر بغير عمل.
وقيل مقطوع.
فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧)
قيل : الخطاب للكافر ؛ توبيخاً وإلزاماً للحجة.
أي إذا عرفت أيها الإنسان أن الله خلقك في أحسن تقويم، وأنه يردّك إلى أرذل العمر، وينقلك من حال إلى حال ؛ فما يحملك على أن تُكَذِّب بالبعث والجزاء، وقد أخبرك محمد ﷺ به؟ وقيل : الخطاب للنبيّ ﷺ أي اسْتيقِنْ مع ما جاءك من الله عز وجل، أنه أحكم الحاكمين.
رُوِي معناه عن قتادة.
وقال قتادة أيضاً والفرّاء : المعنى فمن يكذبك أيها الرسول بعد هذا البيان بالدين.
واختاره الطبريّ.
كأنه قال : فمن يقدر على ذلك ؛ أي على تكذيبك بالثواب والعقاب، بعد ما ظهر من قدرتنا على خلق الإنسان والدِّين والجزاء.
قال الشاعر :
دِنَّا تميماً كما كانتْ أوائلُنا...
دانَتْ أوائلَهمْ في سالف الزمنِ
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)
أي أتقن الحاكمين صنعاً في كل ما خلق.
وقيل :﴿ بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ قضاء بالحق، وعدلاً بين الخلق.
وفيه تقدير لمن اعترف من الكفار بصانع قديم.
وألف الاستفهام إذا دخلت على النفي وفي الكلام معنى التوقيف صار إيجاباً ؛ كما قال :
ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِب المَطايا...


الصفحة التالية
Icon