( ق ) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "، واختلف العلماء في وقتها فقال بعضهم إنها كانت على عهد رسول الله ( ﷺ ) ثم رفعت لقوله ( ﷺ ) حين تلاحى الرجلان " إني خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم " وهذا غلط ممن قال بهذا القول لأن آخر الحديث يرد عليهم فإنه ( ﷺ ) قال في آخره " فالتمسوها في العشر الأواخر في التاسعة والسابعة والخامسة "، فلو كان المراد رفع وجودها لم يأمر بالتماسها وعامة الصّحابة والعلماء فمن بعدهم على أنها باقية إلى يوم القيامة، روي عن عبد الله بن خنيس مولى معاوية قال قلت لأبي هريرة زعموا أن ليلة القدر رفعت قال كذب من قال ذلك قلت هي في كل شهر رمضان استقبله قال نعم.
ومن قال ببقائها ووجودها اختلفوا في محلها، فقيل هي متنقلة تكون في سنة في ليلة وفي سنة أخرى في ليلة أخرى هكذا أبداً قالوا : وبهذا يجمع بين الأحاديث الواردة في أوقاتها المختلفة وقال : مالك والثّوري وأحمد، وإسحاق وأبو ثور، إنها تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، وقيل بل تنتقل في رمضان كله، وقيل إنها في ليلة معينة لا تنتقل عنها أبداً في جميع السنين لا تفارقها، فعلى هذا هي في ليلة من السّنة كلها وهو قول ابن مسعود وأبي حنيفة، وصاحبيه وروي عن ابن مسعود أنه قال : من يقم الحول يصبها فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فقال يرحم الله أبا عبد الرحمن.


الصفحة التالية
Icon