قال الفراء :
سورة ( القدر )
﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾
وقوله عز وجل :﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ...﴾.
كل ما كان فى القرآن من قوله :"وما أدراك" فقد أدراه، وما كان من قوله :"وما يدريك" فلم يدره.
﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾
وقوله عَزَّ وَجَلَّ :﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ...﴾.
[/ب] يقول : العمل فى ليلة القدر خير من العمل فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. وليلة ـ القدر ـ فيما ذكر حِبَّان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس فى كل شهر رمضان.
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ﴾
وقوله عز وجل :﴿تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا...﴾.
يقال : إن جبريل ﷺ ينزل ومعه الملائكة، فلا يَلْقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلّموا عليه، [حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد] قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى أبو بكر بن عياش عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس أنه كان يقرأ :﴿مِنْ كِلِّ امرىءٍ سَلاَمٌ﴾ فهذا موافق لتفسير الكلبى، ولم يقرأ به أحد غيرُ ابن عباس.
وقول العوام : انقطع عند قوله :﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾، ثم استأنف فقال :﴿سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ و (المطلِع) كسره يحيى بن وثاب وحدَه، وقرأه العوام بفتح اللام (مطلَع). وقول العوام أقوى فى قياس العربية ؛ لأن المطلَع بالفتح هو : الطلوع، والمطِلع : المشرق، والموضع الذى تطلع منه إِلاَّ أن العرب يقولون : طلعت الشمسُ مطلِعا فيكسرون. وهم يريدون : المصدر، كما تقول : أكرمتك كرامةً، فتجتزىء بالاسم من المصدر. وكذلك قولك : أعطيتك عطاء اجتزى فيه بالاسم من المصدر. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٨٠ ـ ٢٨١﴾


الصفحة التالية
Icon