وقال البيضاوى :
سورة الْقَدْرِ
مختلف فيها. وآيها خمس آيات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿ إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر ﴾الضمير للقرآن فخمه بإضماره من غير ذكر شهادة له بالنباهة المغنية عن التصريح كما عظمه بأن أسند نزله إليه، وعظم الوقت الذي أنزل فيه بقوله :
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ وإنزاله فيها بأن ابتدأ بإنزاله فيها، أو أنزله جملة من اللوح إلى السماء الدنيا على السفرة، ثم كان جبريل عليه الصلاة والسلام ينزله على رسول الله ﷺ نجوماً في ثلاث وعشرين سنة. وقيل المعنى ﴿ أنزلناه ﴾ في فضلها وهي في أوتار العشر الأخير في رمضان، ولعلها السابعة منها. والداعي إلى إخفائها أن يُحيي من يريدها ليالي كثيرة، وتسميتها بذلك لشرفها أو لتقدير الأمور فيها لقوله سبحانه وتعالى :﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ وذكر الألف إما للتكثير، " أو لما روي أنه عليه الصلاة والسلام ذكر إسرائيلياً يلبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المؤمنون وتقاصرت إليهم أعمالهم، فأعطوا ليلة القدر هي خير من مدة ذلك الغازي " ﴿ تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم ﴾ بيان لما له فُصِّلَتْ على ألف شهر وتنزلهم إلى الأرض، أو إلى السماء الدنيا أو تقربهم إلى المؤمنين. ﴿ مّن كُلّ أَمْرٍ ﴾ من أجل كل قدر في تلك السنة، وقرىء "من كل امرىء" أي من أجل كل إنسان.
﴿ سلام هِىَ ﴾ ما هي إلا سلامة أي لا يقدر الله فيها إلا السلامة، ويقضي في غيرها السلامة والبلاء، أو ما هي إلا سلام لكثرة ما يسلمون فيها على المؤمنين. ﴿ حتى مَطْلَعِ الفجر ﴾ أي وقت مطلعه أي طلوعه. وقرأ الكسائي بالكسر على أنه كالمرجع أو اسم زمان على غير قياس كالمشرق.