قال عكرمة : يُكتب حاجّ بيت الله تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء آبائهم، ما يُغادَر منهم أحد، ولا يُزاد فيهم.
وقاله سعيد بن جبير.
وقد مضى في أوّل سورة "الدخان" هذا المعنى.
وعن ابن عباس أيضاً : أن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان، ويُسْلمها إلى أربابها في ليلة القدر.
وقيل : إنما سميت بذلك لعِظمِها وقَدْرها وشرفها ؛ من قولهم : لفلان قَدْر ؛ أي شرف ومنزلة.
قاله الزُّهْرِيّ وغيره.
وقيل : سُمِّيت بذلك لأن للطاعات فيها قَدْراً عظيماً، وثواباً جزيلاً.
وقال أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها.
وقيل : سميت بذلك لأنه أَنزل فيها كتاباً ذا قدر، على رسول ذي قدر، على أمة ذات قدر.
وقيل : لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر وخَطَر.
وقيل : لأن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة.
وقال سهل : سميت بذلك لأن الله تعالى قدّر فيها الرحمة على المؤمنين.
وقال الخليل : لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة ؛ كقوله تعالى :﴿ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ﴾ [ الطلاق : ٧ ] أي ضُيِّق.
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)
قال الفراء : كل ما في القرآن من قوله تعالى :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ ﴾ فقد أدراه.
وما كان من قوله :"وما يُدْرِيكَ" فلم يُدْرِه.
وقاله سفيان، وقد تقدم.
﴿ لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ بيَّن فضلها وعظمها.
وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل.
وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر.
والله أعلم.
وقال كثير من المفسرين : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
وقال أبو العالية : ليلة القدر خير من ألف شهر لا تكون فيه ليلة القدر.