قال أبو عيسى الترمذي عند تفسير هذه الآية : حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا القاسم بن الفضل الحُدّاني عن يوسف بن سعد قال : قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال : سَوّدتَ وجوهَ المؤمنين - أو : يا مسود وجوه المؤمنين - فقال : لا تؤنبني، رحمك الله ؛ فإن النبي ﷺ أريَ بني أمية على منبره، فساءه ذلك، فنزلت :﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ يا محمد، يعني نهرًا في الجنة، ونزلت :﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ يملكها بعدك بنو أمية يا محمد. قال القاسم : فعددنا فإذا هي ألف شهر، لا تزيد يومًا ولا تنقص يومًا (١).
ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل، وهو ثقة وثقه يحيى القطان وابن مهدي. قال : وشيخه يوسف بن سعد - ويقال : يوسف بن مازن - رجل مجهول، ولا نعرف هذا الحديث، على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه.
وقد روى هذا الحديث الحاكم في مستدركه، من طريق القاسم بن الفضل، عن يوسف بن

(١) سنن الترمذي برقم (٣٣٥٠).


الصفحة التالية
Icon