وقد اختلف السلف والخلف في تعيين وقتها اختلافاً متعارضاً جداً، وبعضهم قال : رفعت، والذي يدل عليه الحديث أنها لم ترفع، وأن العشر الأخير تكون فيه، وأنها في أوتاره، كما قال عليه الصلاة والسلام :" التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة " وفي الصحيح :" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".
﴿ وما أدراك ما ليلة القدر ﴾ : تفخيم لشأنها، أي لم تبلغ درايتك غاية فضلها، ثم بين له ذلك.
قال سفيان بن عيينة : ما كان في القرآن ﴿ وما أدراك ﴾، فقد أعلمه، وما قال : وما يدريك، فإنه لم يعلمه.
قيل : وأخفاها الله تعالى عن عباده ليجدوا في العمل ولا يتكلوا على فضلها ويقصروا في غيرها.
والظاهر أن ﴿ ألف شهر ﴾ يراد به حقيقة العدد، وهي ثمانون سنة وثلاثة أعوام.
والحسن : في ليلة القدر أفضل من العمل في هذه الشهور، والمراد :﴿ خير من ألف شهر ﴾ عار من ليلة القدر، وعلى هذا أكثر المفسرين.
وقال أبو العالية :﴿ خير من ألف شهر ﴾ : رمضان لا يكون فيها ليلة القدر.
وقيل : المعنى خير من الدهر كله، لأن العرب تذكر الألف في غاية الأشياء كلها، قال تعالى :﴿ يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ﴾ يعني جميع الدهر.
وعوتب الحسن بن عليّ على تسليمه الأمر لمعاوية فقال : إن الله تعالى أرى في المنام نبيه ( ﷺ ) بني أمية ينزون على مقبرة نزو القردة، فاهتم لذلك، فأعطاه الله تعالى ليلة القدر، وهي خير من مدة ملوك بني أمية، وأعلمه أنهم يملكون هذا القدر من الزمان.
قال القاسم بن الفضل الجذامي : فعددنا ذلك فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوماً.
وخرج قريباً من معناه الترمذي وقال : حديث غريب، انتهى.


الصفحة التالية
Icon