اختلفوا في أن هذه الليلة هل تستتبع اليوم ؟ قال الشعبي : نعم يومها كليلتها، ولعل الوجه فيه أن ذكر الليالي يستتبع الأيام، ومنه إذا نذر اعتكاف ليلتين الزمناه بيوميهما قال تعالى :﴿وَهُوَ الذى جَعَلَ الليل والنهار خِلْفَةً﴾ أي اليوم يخلف ليلته وبالضد.
المسألة السابعة :
هذه الليلة هل هي باقية ؟ قال الخليل : من قال إن فضلها لنزول القرآن فيها يقول انقطعت وكانت مرة، والجمهور على أنها باقية، وعلى هذا هل هي مختصة برمضان أم لا ؟ روى عن ابن مسعود أنه قال : من يقم الحول يصبها، وفسرها عكرمة بليلة البراءة في قوله :﴿إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةٍ مباركة﴾ [ الدخان : ٣ ] والجمهور على أنها مختصة برمضان واحتجوا عليه بقوله تعالى :﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الذى أُنزِلَ فِيهِ القرآن﴾ [ البقرة : ١٨٥ ] وقال :﴿إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر﴾ فوجب أن تكون ليلة القدر في رمضان لئلا يلزم التناقص، وعلى هذا القول اختلفوا في تعيينها على ثمانية أقوال، فقال ابن رزين : ليلة القدر هي الليلة الأولى من رمضان، وقال الحسن البصري : السابعة عشرة، وعن أنس مرفوعاً التاسعة عشرة، وقال محمد بن إسحق : الحادية والعشرون.
وعن ابن عباس الثالثة والعشرون، وقال ابن مسعود : الرابعة والعشرون، وقال أبو ذر الغفاري : الخامسة والعشرون، وقال أبي بن كعب وجماعة من الصحابة : السابعة والعشرون، وقال بعضهم : التاسعة والعشرون.