فقال ابن عباس : أحب الأعداد إلى الله تعالى الوتر أحب الوتر إليه السبعة، فذكر السموات السبع والأرضين السبع والأسبوع ودركات النار وعدد الطواف والأعضاء السبعة، فدل على أنها السابعة والعشرون وثالثها : نقل أيضاً عن ابن عباس، أنه قال :﴿لَيْلَةِ القدر﴾ تسعة أحرف، وهو مذكور ثلاث مرات فتكون السابعة والعشرين ورابعها : أنه كان لعثمان بن أبي العاص غلام، فقال : يا مولاي إن البحر يعذب ماؤه ليلة من الشهر، قال : إذا كانت تلك الليلة، فأعلمني فإذا هي السابعة والعشرون من رمضان.
وأما من قال : إنها الليلة الأخيرة قال : لأنها هي الليلة التي تتم فيها طاعات هذا الشهر، بل أول رمضان كآدم وآخره كمحمد، ولذلك روي في الحديث " يعتق في آخر رمضان بعدد ما أعتق من أول الشهر " بل الليلة الأولى كمن ولد له ذكر، فهي ليلة شكر، والأخيرة ليلة الفراق، كمن مات له ولد، فهي ليلة صبر، وقد علمت فرق ما بين الصبر والشكر.
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢)
ثم قال تعالى :﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر﴾ يعني ولم تبلغ درايتك غاية فضلهاومنتهى علو قدرها، ثم إنه تعالى بين فضيلتها من ثلاثة أوجه :
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)
الأول : قوله تعالى :﴿لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon