قوله :﴿رَّبُّهُمْ﴾ يفيد تعظيماً للملائكة وتحقيراً للعصاة، كأنه تعالى قال : كانوا لي فكنت لهم، ونظيره في حقنا :﴿إِنَّ رَبَّكُمُ الله الذى خَلَقَ السموات والأرض﴾ وقال لمحمد عليه السلام :﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ﴾ ونظيره ما روي أن داود لما مرض مرض الموت قال : إلهي كن لسليمان كما كنت لي، فنزل الوحي وقال : قل لسليمان فليكن لي كما كنت لي، وروي عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه فقد الضيف أياماً فخرج بالسفرة ليلتمس ضيفاً فإذا بخيمة، فنادى أتريدون الضيف ؟ فقيل : نعم، فقال للمضيف : أيوجد عندك إدام لبن أو عسل ؟ فرفع الرجل صخرتين فضرب إحداهما بالأخرى فانشقا فخرج من إحداهما اللبن ومن الأخرى العسل، فتعجب إبراهيم وقال : إلهي أنا خليلك ولم أجد مثل ذلك الإكرام، فماله ؟ فنزل الوحي يا خليلي كان لنا فكنا له.