وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا أحمد بن حفص قال : حدّثني أبي قال : حدّثني إبراهيم عن عبّاد وهو ابن إسحاق عن الزهري عن ضمرة بن عبد اللّه بن أنيس عن أبيه قال :" كنت في مجلس من بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا : من يسأل لنا رسول اللّه ﷺ عن ليلة القدر؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، قال : فخرجت فوافيت مع رسول اللّه ﷺ صلاة المغرب ثم نمت بباب بيته فمرّ بي فقال :" ادخل " فدخلت فأُتيَ بعشائه فرأيتني أكفّ عنه من قلته، فلمّا فرغ قال :" ناولني نعلي " فقام وقمت معه فقال : كان لك حاجة؟ فقلت : أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال :" كم الليلة؟ " فقلت : اثنان وعشرون، فقال :" هي الليلة " ثم رجع فقال :" أو الثالثة " يُريد ليلة ثلاث وعشرين ".
قال أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طفران قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل المحاملي قال : حدّثنا يعقوب الدورقي قال : حدّثنا عبد اللّه بن إدريس قال : سمعت عاصم بن كليب يروي عن أبيه عن خاله قال :" قال رسول اللّه ﷺ :" إني رأيت ليلة القدر ثم أُنسِيتُها ورأيت مسيح الضلالة [ فخرجت إليكم لأُبيّنها ] فرأيت رجلين يتلاحيان فحجزتُ بينهما فأنسيتهما وسأشدو لكم منها شدواً، فأمّا ليلة القدر فاطلبوها في العشر الأواخر وتراً، وأمّا مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر، فيه دمامة كأنّه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان ".
قال : فذكرت هذا الحديث لابن عباس قال : وما عجبك؟ سأل عمر بن الخطاب أصحاب رسول اللّه ﷺ وكان يسألني معهم مع الأكابر منهم ويقول لي : لا تتكلم حتى يتكلّموا، فقال : علمتم أنّ رسول اللّه ﷺ قال :
" ليلة القدر اطلبوها في العشر الأواخر وتراً " ففي أي الوتر ترون؟