﴿ وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ ﴾
وقوله تبارك وتعالى :﴿وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ...﴾.
العرب تجعل اللام فى موضع (أن) فى الأمر والإرادة كثيراً ؛ من ذلك قول اللهِ تبارك وتعالى :﴿يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُم﴾، و ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا﴾. وقال فى الأمر فى غير موضع من التنزيل، ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وهى فى قراءة عبدالله، "وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ" وفى قراءة عبدالله :"ذلك الدين القيمة" وَفى قراءتنا "وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" وهو [/ب] مما يضاف إلى نفسه لاختلاف لفظيه. وقد فسر فى غير موضع.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾
وقوله جل وعز :﴿أُوْلَائِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ...﴾.
البرية غير مهموز، إلا أن بعض أهل الحجاز همزها ؛ كأنه أخذها من قول الله جل وعز برأكم، وبرأ الخلق، ومن لم يهمزها فقد تكون من هذا المعنى. ثم اجتمعوا على ترك همزها كما اجتمعوا على : يَرَى وتَرى ونرى. وإن أخِذتْ من البَرَى كانت غير مهموزة، والبرى : التراب سمعت العرب تقول : بفيه البرى، وحمّى خيبرى، وشرُّ ما يرى [فإنه خيسرى]. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٨١ ـ ٢٨٢﴾