ففي هذا الحديث بشارة عظيمة في فضل أبي بن كعب رضي اللّه عنه، وإعلام بمعرفته لقراءة كتاب اللّه كما يريده اللّه، وهي منقبة خص بها لم يشاركه فيها أحد من الأصحاب، وإيماء إلى أن هذه السّورة التي اختارها اللّه بأن يقرأها رسوله على أبي جامعة معانيها لأصول وفروع وقواعد تتعلق بأمر الدّين والدّنيا، خطوات جليلات ومهمات عظيمات، على قلة مبانيها.
واعلم أن الحكمة من قراءتها من قبل النّبي صلّى اللّه عليه وسلم على أبي هو في الحقيقة تعليمه ألفاظها وكيفية النّطق بها ووزن كلماتها، ليأخذها النّاس عنه كما تلقاها من حضرة الرّسول لأنه هو أحد القراءة المشهورين الّذين يؤخذ عنهم القرآن وإيذان للناس بلزوم قعله ولو ممن هو دونهم بالفضل، لأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها، واعلام باحترام حملة القرآن ومعلميه وتعظيمهم.
هذا واللّه أعلم.
واستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم.
وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا والحمد للّه رب العالمين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٦ صـ ٨٤ ـ ٨٨﴾


الصفحة التالية
Icon