تنقص مسلمى اليوم!! ومع ذلك فمن الناس من يعرف الحق، ولكن يقدم عليه مصلحته وهواه. ومن أهل الكتاب القدامى والجدد من يبيع دينه بعرض من الدنيا، ومنهم من قتل الأنبياء، وعذب المصلحين وطاردهم حيث ظهروا. ونحن نتابع تواريخ رجال الدين ـ من كل ملة ـ فنجد المآسى. " وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة * وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ". ويظهر أن استنارة العقل لا تستلزم استنارة القلب، وأن الله قد يعذر أصحاب فكر محدود ولكنه لا يعذر أصحاب هوى غالب ونية مغشوشة! ومن حراس الشعائر الدينية من يستعبدهم الشح المطاع والأثرة الجامحة، والله أعلم بسرائر الناس " والله يعلم المفسد من المصلح". وهو يقول فى هذه السورة " إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية". ولست أخاف من الله أن يظلم أحدا.. فهذا مستحيل! إنما أخاف من الله ألا يقبل توبة وأن يحبس فضله. وهذا الخوف الأخير مردود، لأنه غافر الذنب وقابل التوب، وما يهلك على الله إلا هالك.. وقد ختمت السورة بوعد حسن للمؤمنين الصالحين على شرط أن يراقبوا الله ويصطبغوا بخشيته. " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه". إن الجيل الذى غير العالم قديما كان نموذجا حيا للقرآن، كان إذا دخل بلدا أسرعت إليه العدالة والرحمة، ووجد الضعفاء فى كنفه الكرامة والقوة! أما الآن فإن دار الإسلام لها شأن آخر.. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٣٣ ـ ٥٣٤﴾


الصفحة التالية
Icon