أمياً لمثل ما فيها قراءة لها.
ولما عظمه بأن وصف صحفه التي هي محل المكتوب بالطهارة، بين سبب ذلك فقال :﴿فيها﴾ أي تلك الصحف ﴿كتب﴾ جمع كتاب أي علوم هي لنفاستها حقيقة بأن تكتب ﴿قيمة﴾ أي هي في غاية الاستقامة لنطقها بالحق الذي لا مرية فيه ليس فيها شرك ولا عوج بنوع من الأنواع، فإذا أتتهم هذه البينة انفكوا وانفكاكهم أنهم كانوا مجتمعين قبل هذا، أهل الكتاب يؤمنون بالنبي ـ ﷺ ـ لما عندهم من البشائر الصريحة به، والمشركون يقولون : لئن جاءنا نذير لنكونن أهدى من إحدى الأمم، ويقولون : نحن نعرف الحق لأهله ولا ندفعه بوجه، فلما جاءهم النبي ـ ﷺ ـ بما لا شبهة فيه تفرقوا، فبعضهم آمن وبعضهم كفر.