" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. لم يكن الذين كفروا )
السّورة مكِّيّة.
آياتها فى عدّ البصرى سبع، وعند الباقين ثمان.
وكلماتها أَربع وسبعون.
وحروفها ثلاثمائة وتسع وتسعون.
المختلف فيها آية :﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾.
فواصل آياتها على الهاءِ.
ولها اسمان : سورة المنفكِّين : لقوله :﴿وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ﴾، وسرة القيِّمة ؛ لقوله :﴿وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾.
معظم مقصود السّورة : بيان تمرّد أَهل الكتاب، والخبرُ من صحة أَحكام القرآن، وذكر وظيفة الخَلْق فى خدمة الرحمن، والإِشادة بخير البريّة من الإِنسان، وجزاء كلّ أَحد منهم بحسب الطَّاعة والعصيان، وبيان أَن موعود الخائفين من الله الرّضا والرضوان، فى قوله :﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾.
السّورة (محكَّمة.
والمتشابه فيها إِعادة البينة، والبرية، وقد سبق).
فضل السّورة :
صحّ عن النبىّ صلى الله عليه وسلَّم أَنه قال لأُبىّ بن كعب : يا أُبىّ إِنَّ الله أَمرنى أَن أقرأَ عليك ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ قال أُبىّ : وسمَّانى؟!.
قال : نعم، فبكى أُبىّ من الفرح.
وفيها أَحاديث ضعيفة، منها : لو يعلم الناس ما فى ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ﴾ لعطَّلوا الأَهل، والمال، وتعلَّموها.
فقال رجل من خُزَاعة : ما فيها من الأَجر يا رسول الله؟ فقال : لا يقرؤها منافق أَبداً ولا عبدٌ فى قلبه شك فى الله، والله إِن الملائكة المقربين ليقرءونها منذ خلق الله السموات [والأَرض] لا يَفْتُرون من قراءِتها.
وما من عبدٍ يقرؤها بليل إِلا بعث الله ملائكة يحفظونه فى دينه ودنياه، ويَدْعون الله له بالمغفرةِ والرّحمة.